السيارة تصل لمدينتنا.. يااااه وحشتني حتى الموت رائحة السمك المقلي والأصداف تحملني إليها حملاً.. إني جائعة.. أريد أن أقفز من السيارة أرتمي هناك عند الرسوة وأرتاد اللنش أغرق في بحر الأوهام والأحزان وزواج خاب وحبيباً غاب بلا موعد.. وحين نزلت من السيارة اقتادتني قدماي بضعف مخمول حتى باب المنزل وحين رآني الأخوة والأخوات فقزوا فرحاً قد كانوا يعتقدون أني سافرت بلا عودة والخوض في سيرتي شيئاً مات وهل يجدي بكاء الأحياء على الأموات..؟!! لم يرحب أبي أبداً بقدومي وقال بقسوة أنت اخترتي طريقاً أشرت عليك ألا تمشيه.. والآن تعودين وتبكي غلطتك إنت حين قررتي الغربة لبلاد لا نعرف فيها أحداً ماذا أقول للناس..؟؟ خابت زيزي.. عادت بلا رجل.. والناس في مدينتنا لا يرجمون امرأة بلا رجل سوف يقولون ويعيدون وإن تزوجت بعد حين سيكون رجلاً أرمل ماتت زوجته ويبحث عن خادمة بالأجرة فيأخذ زوجة تعسة تصير زوجة أب يكرهها الأطفال..ظل يقول وأنا عن وعي أغيب.. ماذا أفعل..؟!! قال عودي فأنت تركت شقتك بلا استئذان لن يحضر زوجك كي يرضيك فأنت تركت الكل برغبتك فعودي من حيث أتيت.. اللآن..!! فلتتركني اليوم يا أبت فالنهار قد انتصف وقلبي مرهق.. متعبة لازلت من الأحزان.. قال قراري هو العودة.. عيشي بقية عمرك لا تأتي ثانية تشكي فالشكوى فشل والفشل طريق الشيطان.. هيا انصرفي عودي.. تعلمي وتأقلمي وتطبعي وألقي أثواب المدنية فأنت ولدت حين دخلت إلى زوجك بإرادتك لن تحميك الأيام..عودي طائعة وأحبي الكل وكوني خادمة لحماتك وحين ترضى عليك حماتك ستصبح كل الأشياء جميلة بسيطة سوف تزول أحزانك حين يأتي أول مولود.. الصبر جميل وأرضي دوماً بالمكتوب فالرضا بالمقسوم عبادة لا تعتقدي أن الزواج حين تنفض مراسمه سوف تعودين فراشة تحلق لا.. ستعودين أنت مغلقة مكسورة تخجل من ذكر هويتها.. هيا عودي أعطيها يا "زينب" سلة فيها طعام.. أشهى الطعام كي تأكل أمه نجيبه في الأول ثم تأكل هي وتنام وكأن شيئاً ما كان..وفي السيارة حين العودة جففت دموعي وقررت الثورة في وجه العنف وأوامر أمه نجيبه.. سوف أجعلها تقسم لي بالتساوي عملاً يجعلني أفخر أني امرأة فوق الكل.. امرأة تعمل ما يوكل إليها من أعمال سأضيف إبداعي في الطهي وفوق أعمالي في الدار سأكون امرأة متعلمة تعلم من يفتقد التعليم ويشكو من الجهل وبنور العلم سأسمو فوق الألم المكنون داخل أعصابي.. لن أبكي أبداً في تلك السيارة الآن ولدت سأخلع أثواب غروري إني أجمل أنثى في القرية وسأبقى زوجة قدوة ومثال سوف يقولون عني امرأة غلبت شجرة الدر بحكمتها وبفطنتها وفراستها سأسطر قصة عمري أوراقاً تزهو بربيع الزهر.. ومن بين حقول البرسيم والفول الأخضر والأرز سأضع الحبات الست داخل تميمة أعلقها بحجابي تحت الوسادة حين أنام سوف أحل رموز السحر وسأستيقظ عند الفجر وأدق بيدي طلمبة الماء بقوة فتسمعها كل سلفاتي فيمتن من الكيد ومن القهر.. فأنا امرأة ليست كما قالوا عنها خيبة محدوفة من البندر وسأجعل أمه نجيبه بيوم ميلادي ومجيئ للقرية تفخر لن أتوارى بعد اليوم أبداً.. لن أقهر..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق