كنت لازلت صغيره حين كان يحضر عبده أنتوكه لمنزلنا فتجتمع النسوة في انتظار أصابعه السحرية لتمر على الوجوه المشعره وبفتلته المجدولة يصبحن ألمع من مرآة مصقولة لم أدر لماذا تكشف النسوة ذات اليشمك وجوهن أمامه ولا تخجل صارت تجري الأيام وحين أصبحت عروساً أصبح عبده أنتوكه "أشهر كوافير" يحمل شنطته المملوءة بأدوات المكياج.. أحمر الشفايف والباروكات يحضرها حين كان يسافر في السبعينات وتحديداً بعد الانتصار إلى مدينة بورسعيد.. تلك المنطقة الحرة وأشهر أساليب الرشوة والتهريب كنت أراه كثيراً يضع أثداء وأرداف يصنعها بقماش مهرب من المدينة الحرة ليصنع منه فساتين زفاف للأفراح.. أصر الأخ الأكبر أن يأتي عبده أنتوكه ليجملني فالليلة كتب كتابي أحضرت الفستان الأبيض لم يبق سوى المكياج تشاجرت مع الأخ كثيراً كي لا يحضر عبده أنتوكه لكنه أخبرني بأن عبده أنتوكه فتاة مثلي لكن جنس ثالث فهمت قليلاً وزال حيائي من "أنتوكة" وتركت له وجهي كي يبدع في أحلى ليالي العمر..أبدع "أنتوكه" ورسم العينين والشفتين فبان جمالاً كان متخفي تحت الحاجبين وتحت الأنف فبدوت كملكة لا ينقصها غير العرش..كان شعري طويلاً وجميلاً لكنه أصر أن يضع على رأسي باروكة رغم أني توسلت إليه لكن إصراره كان غريباً وأمام تعنته الواضح عقد الشعر المسترسل ووضع باروكه أضاعت جزء كبيراً من الشكل العام.. وأمام المرآة مبهورة بجمالي هم عبده أنتوكه ليقبلني ويبارك فنه وإبداعه لكني تراجعت فأطلق ضحكة ناعمة فحسبته أنثى حقيقي فقال.. أنا وأنت زي بعض لا تخافي لكني تشبثت برأي وناديت كل جيراني كي يخرج من غرفتي أنتوكه فوراً فالجنس المتخفي بين النوعين لا أدري ذكراً أم أنثى يجعلني أتوه.. وبعد كتب الكتاب خلعت الفستان والطرحة والباروكه وأخبرت أخي بما صار من عبده أنتوكه فقرر أن يقطع عيشه من تلك المهنه ويعود إلى مدينته بورسعيد كي يعمل فيها بائع "بالة" أو روبابيكيا فزبائن تلك الطبقة دوماً "روبيكيا" مثل من يعمل فيها..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق