أعراض دورية أشعر بها كل شهر تصيبني بالتوتر والصداع والتعب ووجع العظام واضطرابات المزاج وإحساس بوجع في صدري وأحياناً غثيان وأعرف أني على موعد الخيبة واليأس وبالفعل تصل الدورة الشهرية مؤكدة وجازمة (لا يوجد حمل) فتنتابني نوبة حادة من البكاء، والإحباط، وأغلق بابي دوني وأقاطع العمل والطلبة وأعتكف في شقتي وأرتدي ملابسي الثقيلة وأضع عصابة رأسي الكبيرة لتلم الأشياء المبعثرة وأخرتها إيه زفرة طويلة أطلقها الزوج المحب المشحون بالتوتر من أجواء العمل.. ولا يهمك.. وإيه يعني..إيه.. رفيقاتي المتزوجات معي أولادهن التحقن بالمدرسة..نصيب كل واحد بياخد نصيبه.. صديقي عيد الجويني مثلنا لا ينجب ويعيش حياته في منتهى السعادة.. تقولين أنكي مثقفة وقارئة هل تعرفين حكاية روبرت كارل قلت: لا قال: سأحكيها لكي لأثبت أني أكثر منك ثقافة.. روبرت هذا كان طياراً شاباً شعر في يوم من الأيام عام1948 أنه على حافة الجنون، لأنه فشل في حياته الزوجية وإنتابه احساس مستمر بالتوتر العصبي ولذلك صمم على استشارة طبيب نفساني بدأ معه العلاج بسلسلة تداعي المعاني فأعطاه قائمة من الكلمات وطلب منه أن يخبره بالمعاني التي تتوارد إلى ذهنه عند ذكر هذه الكلمات كما أعطاه بقعاً من الحبر وطلب منه أن يسجل ما يدور بخلده عند مشاهدة تلك البقع وما تستدعيه إلى ذاكرته أشكال البقع من أشياء ومسميات وعندما انتهت الجلسة أصيب روبرت بالدهشة لأنها أظهرت أن له عقل امرأة بينما كان شكله يبدو في مظهر الرجال وهو يعمل مهندساً ويهوى قيادة سيارة السباق، وقد حدث ذات يوم في غرفة الملابس أن علق أحد أصدقائه قائلاً له يجب أن تلبس سنتيان وهنا فوجئ روبرت بأن صدره فعلاً أكثر تضخماً عند منطقة النهدين غير ما هو شائع بين الرجال ولذلك توجه لمقابلة طبيب متخصص في الاضرابات الجنسية وأكد له هذا الطبيب أنه أساساً امرأة وأنه سيتحول بسرعة إلى امرأة حقيقية وفعلاً.. بدأت تظهر عليه بوادر الأنوثة أكتر وأكتر.. فازدات أردافه ضخامة وصارت منطقة الحوض أكثر حجماً وازداد شعر رأسه طولاً وكثافة واختفى الشعر من وجهه وصار جلده أكثر نعومة وبعد ثلاثة أعوام تحول الشاب روبرت إلى الشابة "روبارتا كارل" وأزالت العملية الجراحية ما تبقى له من مظاهر الرجولة وتحول إلى امرأة في الثالثة والثلاثين من عمرها وأكملت الهرمونات الأنثوية بقية التغيرات وضعفت إرادته ونوازعه الحادة التي كان يتمتع بها من قبل وأصبح يحس أنه تحت وطأة التأثيرات العاطفية أكثر من قبل، إنه يمكنه الآن أن يصرخ ويشهق ببساطة دون خجل ورأينا صورته وهو يتحول إلى امرأة شقراء، بدأت غريزة الأمومة تدب في أعماقه لكن المشكلة التي قابلته أن الرجال خافوا من الاقتراب منه فالعقدة النفسية تظل راسبة في الأعماق وعاشت روبارتا حياة هادئة بعيداً عن الرجال وعن النساء إلى أن ماتت، وخلاصة القول.. ماذا تفعلين إذا وجدتي نفسك فجأة وبلا مقدمات تتحولين إلى رجل بشنب.. واختفت ملامح أنوثتك، بالتأكيد هذا أفضل وأنا شخصياً راضي تماماً عن قسمتي ونصيبي ويكفيني أنت كدت أضحك في سري، لأنه لم يرى أمه نجيبه من زمان ولم تعطيه حقنتها الشهيرة بأن المرأة التي لا تنجب ملهاش مكان بيننا وهي عمله زي الشجرة إللي عايزه قطعها علشان مبتطرحشي في الصباح غسلت وجهي وطوحت بهمومي وارتديت أجمل ثيابي وشققت حقول الفول الأخضر في الربيع وروحت أدندن بأغنية سعاد حسني في فلمها الجديد "الدنيا ربيع والجو بديع قفلي على كل المواضيع"
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق